الدبلوماسية الإعلامية

الدبلوماسية هي كلمة يونانية اشتقت من كلمة دبلوم او دبلون ومعناها طبق أو طوى أو ثنى فلقد كانت تختم جميع جوازات السفر ورخص المرور على طرق الإمبراطورية الرومانية، وقوائم المسافرين والبضائع على صفائح معدنية ذات وجهين مطبقين ومخيطين سوياً بطريقة خاصة وكانت تذاكر المرور هذه تسمى (ديبلومات) واتسعت كلمة دبلوماً حتى شملت وثائق رسمية غير معدنية التي تمنح المزايا أو تحتوي على اتفاقات مع جماعات أو قبائل أجنبية. والشخصية الدبلوماسية هي الشخصية الذكية التي تتعامل مع المواضيع بلباقة وحسن انتقاء الكلام.
وتعرف الدبلوماسية الإعلامية بأنها «فن التفاوض» وإدارة العلاقات بين الدول، وتعتبر القوة الإعلامية الدبلوماسية الإعلامية قوة الدولة في التحكم بالمعلومات وكيفية استخدامها للتأثير على الشعوب في تشكيل صورتها الذهنية، وهذا بالطبع يرتبط بقوة الدولة الإعلامية او مدى تعامل الكوادر البشرية والخبراء مع وسائل الاعلام سواء باستخدام وسائل الاعلام التقليدية (الصحف، الإذاعة، التلفزيون) أو وسائل الاعلام الحديثة (الأقمار الصناعية، الانترنت) وذلك لخلق صورة إيجابية عن الدولة.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: كيف يمكن تفعيل دور وسائل الاعلام المختلفة لخلق الدبلوماسية الإعلامية؟
الإجابة وبكل بساطة تتلخص في نقاط عدة وهي:
أولاً: تفعيل وبناء علاقات مع القائمين على وسائل الاتصال واستمرارية تقديم المعلومات للإعلاميين وكسب ثقتهم والذي بدوره سيؤثر بشكل إيجابي على التدفق العالمي للمعلومات
ثانياً: ظهور وتمثيل الدولة على شاشات التلفاز والإذاعة تجاه قضايا ومواقف معينة ودعمها، من خلال تقديم الحجج والأدلة والبراهين وبذلك تستطيع أن تأخذ الدولة موقفا واضحا ومحددا على الأجندة الدولية بمعنى أنها تفرض نفوذها على الرأي العام الدولي.
ثالثاً: إطلاق محطات إذاعية وتلفزيونية مختلفة سواء كانت موجهة او غير موجهة وذلك بهدف تشكيل صورة ذهنية إيجابية عن الدولة وتمثيل الدولة إعلاميا وبسط نفوذ الدولة عن طرق البرامج الحوارية لدعم قضايا الدولة، والمسلسلات وغيرها للوصول لغايتها وذلك بضرب عصفورين بحجر واحد ألا وهو الترفيه وخلق صورة إيجابية عن مواقفها تجاه بعض القضايا.
إن القوة الإعلامية أصبحت بمصاف القوة العسكرية للدولة، بل تضاهيها حيث أصبحت تلعب دوراً مهماً في تحقيق الأهداف السياسية الخارجية والمحافظة على المصالح القومية للدولة.
أضف تعليقك على هذه الدورة